للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

جسده مُنكَّسًا، وقال: لا أنزله حتى تشفع فيه أمُّه أسماء ، فتمَّ على ذلك الحال مدَّة، فمرَّت أمّه ذات يوم فقالت: أما آن لهذا الفارس أن يترجَّل، فبلغ ذلك الحَجَّاج فأمر بإنزاله، وأن يُعطى لأمِّه، فأخذتْهُ ودفنتْهُ.

وماتت أسماءُ بنت أبي بكر الصديق بعده بخمسة أيام، ولها مئة سنة.

ثم إنَّ عبد الملك بعثَ رأس الزُّبير إلى عبد الله بن حازم الأسلمي، وهو والٍ بخراسان من جهة ابن الزُّبير، ودعاه إلى طاعته على أن يجعل له خراسان. فقال ابن حازم للرَّسول: لولا أنَّ الرَّسول لا يُقتل لأمرْتُ (بضرب عنقك) (١)، ولكن كلْ كتاب صاحبك، فأكله، ثم أخذ الرَّأس فغسله وطيّبه ودفنه. قيل: إنَّه بعثه إلى آل الزبير بالمدينة فدفنوه مع جثته.

ومات عبد الملك بن مروان في شوال، سنة ست وثمانين، وكانت خلافته إحدى وعشرين سنة وخمسة عشر يومًا، منها ثمان سنين مزاحمًا لابن الزبير، ثم انفرد بمملكة الدنيا إلى أن مات، وخلَّف (٢) سبعة عشر ولدًا، ولي الخلافة منهم أربعة.

(قال ابن قتيبة: وكان ابن (٣) الزبير بخيلًا فقال الشَّاعر فيه:

رأيتُ أبا بكرٍ وربُّك غالبٌ … على أمرِه يبغي الخلافة بالتَّمْرِ

وكان ولده حمزة بن عبد الله من أجواد العرب، وكان عامل أبيه على البصرة) (٤).


(١) ع: بقتلك.
(٢) ض: وخلّفه.
(٣) ساقطة من: ض.
(٤) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>