للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

معين، وكانت عادته ذلك، وفي يوم من الأيام لم يحضر ذلك الشخص فاستند السُّلطان (١) إليّ، وهذا أعظم لذائذي في صحبة السلاطين.

[يحكي صاحب "الشقائق" عن خاله عبد العزيز بن السيِّد الحسيني الشهير بعابد جلبي، تلميذ المولى المزبور صار مدرسًا بكليبولي، ثم صار قاضيًا ببعض البلاد، ومات قاضيًا ببلدة كفه سنة إحدى وثلاثين وتسعمئة أنّه قال: شرعت عنده قراءة "الشرح المطول"، وكنا نقرأ عليه في كل يوم واحد سطرًا أو سطرين، ومع ذلك يمتد الدرس من الضحوة إلى العصر، ولما مضت عليَّ على ذلك ستة أشهر قال: إنّ الذي قرأتموه عليَّ إلى الآن يقال له: قراءة الكتاب، وبعد هذا اقرؤوا الفن.

قال: وبعد هذا قرأنا كل يوم ورقتين، وأتممنا بقية الكتاب في ستة أشهر، ولما بلغنا إلى فن البديع كان يذكر لكل صنعة عدة أبيات من الفارسية، وقلنا له يومًا: ما أكثر حفظكم للأبيات! قال: عادة الطلبة في بلاد العجم أنهم يجتمعون بعد العصر فيتذاكرون الشعر إلى المغرب، والذي قرأته من الأبيات وما حفظته من القول (٢) فبلغ عشرة آلاف غزل.

وكان المولى قد جمع علمي الشَّريعة والحقيقة، وكان قد اتصل بخدمة الشَّيخ العارف بالله عبد الله، المشهور بالحاج خليفة، وقد ذكرنا في ذكر الشَّيخ العارف بالله الحاج خليفة في الكتيبة السابقة.

روي أنّ المولى المزبور قال: ما بقي من حوائجي إلا ثلاثة: الأُولى أن أكون أول من يموت في داري، والثانية أن لا يمتد بي مرض، والثالثة أن يختم لي بالإيمان.


(١) ساقطة من: أ، ض.
(٢) أ: الغزل.

<<  <  ج: ص:  >  >>