للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ما أشبه هذا إلا (١) لمحبوب أبيض اللون بارد الطبع، كل ذلك لمصلحة الاشتغال) (٢).

وكان لا ينام على فراش، وإذا غلب عليه النوم يستند إلى الجدار والكتب بين يديه، فإذا استيقظ ينظر في الكتب، [وكان مع هذا الاشتغال ومع ماله من التحقيقات والتدقيقات لم يقع منه التصنيف، إلا شرح في النحو، وشرح قسم التجنيس من علم الحساب، ولم يسمع غيرها.

وكان ماهرًا في أقسام العلوم الرياضية كلها، وفي علم الكلام، وعلم الأصول، وعلم الفقه، وعلم البلاغة، وكان رجلًا عاقلًا صاحب أدب ووقار.

وكان سخيًّا جوادًا، قيل: ذكر يومًا بعد عزله قلة ماله، فقيل له: قد توليتم هذه المناصب الجليلة، فأين ما حصل لكم من المال؟ قال: رجل سكران، يريد به غرور الجاه، ولم يوجد عندي من يحفظه.

قال بعض: إذا عاد إليكم المنصب مرة أخرى عليكم بحفظ المال، قال: لا يفيد، إذا عاد المنصب يعود معه السكر، وكان يغلب عليه الصمت إلا إذا ذكر صحبته السلاطين] (٣).

قيل له يومًا: ما كان أعظم لذاتك عند السلاطين؟ قال: ما سألني عن ذلك أحد إلى الآن، وإنه أمر غريب، وقال: سافر السُّلطان محمَّد خان في أيام الشتاء، وكان ينزل ويبسط له بساط صغير ويجلس عليه إلى أن تضرب له الخيمة، وإذا أراد (الجلوس عليه) (٤) يخرج واحد من غلمانه الخف عن رجليه، وعند ذلك يستند إلى شخص


(١) ساقطة من: ض.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>