للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولمَّا رجعنا من الحج وأتينا مدينة بروسا سألني واحد من الصلحاء عن الواقف في يمين الخطيب بعرفات، فقلت: المولى إياس، فحصل لي في تلك الليلة وجع عظيم حتى قربت من الموت، ففي صبيحة تلك الليلة ذهب الشَّيخ أحمد إلى زيارة المولى إياس، فذهبت معه، فلمَّا جلسنا عنده نظر إليَّ نظر المغضب، وكان لم يرني قبل ذلك وقال: لأي شيء أفشيت سرِّي؟! وإني قصدت هذه الليلة (١) ثلاث مرات أن أدعو الله بقبض روحك، فحال كلَّ مرة روح رسول الله بيني وبين الدعاء، ومن هذا علمت أنك صحيح النسب.

فاعتذر إليه الشَّيخ أحمد من قبله حتى قبل التماسه وعفى عنِّي، وقمت فقبَّلت يده، ورضي حتى دعا لي بالخير.

والمولى عبد الكريم قرأ العلوم بأثرها واشتهر بالفضائل، وقرأ على المولى علي الطوسي، وعلى المولى سنان العجمي من تلامذة المولى الفاضل محمَّد شاه الفَنَاري، ثم صار مدرِّسًا بإحدى المدارس الثَّمان، ثم جعله قاضيًا بالعسكر، ثم عزله] (٢).

مات في أيام سلطنة السُّلطان بايزيد خان.

وله حواش على أوائل "التلويح".

ومن تلامذته المولى قاسم، الشَّهير بمولانا عذاري الكَرْمِيَانِي.

[يحكي صاحب "الشقائق" عن بعض من حضر بمجلس محمود باشا أنّ المولى الشهير بولدان قال يومًا للوزير محمود باشا: إني أحبك محبة شديدة، ومن العجب أنك تحب عبد الكريم أكثر مني، قال: صدقت، قال المولى ولدان:


(١) ساقطة من: ض.
(٢) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>