للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان هو والوزير محمود باشا والمولى إياس عبيدًا لمحمَّد آغا من أمراء السُّلطان مراد خان، وقد أتوا من بلادهم وهم صغار، والمولى عبد الكريم والوزير محمود باشا كانا عدلًا، والمولى إياس لكونه (١) كان أكبر منهما كان عدلًا لهما، وكان يقول لهما: تلطَّفا كما كنت عدلًا لكما على الدَّابة (٢)، فالآن عدلكما (٣) في الفضيلة، ثم نصب لهم محمَّد أغا المذكور معلِّمًا، فأقرأهم، وأرسل محمودًا إلى السُّلطان مراد خان ووهبه السُّلطان مراد خان لابنه السُّلطان محمَّد خان، ونشأ وهو معه، ولما انتهت نوبة السلطنة إليه جعله وزيرًا.

والمولى إياس كان عالمًا ورعًا بارعًا، وقرأ العلوم على المولى الآيَاثُلُوغِي، وكان شريكًا عنده للمولى خواجه زاده (وقرأ على المولى خضر بك وهو مدرس بسلطانية بروسا، وكان معلِّمًا للسلطان محمَّد خان وهو صغير) (٤).

ثم هب له نسيم التوفيق، فلحقته الجذبة الإلهية حتى وصل إلى خدمة الشَّيخ العارف بالله تاج الدِّين من خلفاء الشَّيخ عبد اللطيف القدسي، حتى أكمل طريقة التَّصوف، وأجازه بالإرشاد، وسكن بمدينة بروسا إلى أن [مات .

قال صاحب "الشقائق": سمعت من السيِّد ولاية ابن السيِّد أحمد قال: حججت مع الشَّيخ أحمد وهو من أولاد عاشق باشا، ومن خلفاء الشيخ عبد اللطيف القدسي، قال: يا ولدي، انظر قطب الزَّمان كي تعرف من هو، وهو يقف يمين الإمام بعرفات في كل حجَّة، فنظرت فإذا هو المولى إياس وهو ببروسا في تلك السنة.


(١) ساقطة من: ع.
(٢) أ: الآن.
(٣) أ: عدل لكما.
(٤) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>