للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وتمكن عبد الله بن الزُّبير فبايعه أهل الحرمين (١)، واليمن، والعراق، واستناب على العراق وما يليه أخاه مصعب، وتفرَّقت الكلمة، وبقي في الوقت (٢) خليفتان، أكبرهما ابن الزُّبير ، ثم لم يزل عبد الملك إلى أن ظفر به، وقتله بعد حروب عظيمة.

وذلك (٣) أنَّه سار من دمشق إلى العراق، فبرز إليه نائبها مصعب بن الزُّبير، والتحم بينهما القتال، فظهر من مصعب شجاعة عظيمة، فلم يزل كذلك حتى قُتل مصعب ، فاستولى على العراق، واستناب عليها أخاه بشر بن مروان، وكرَّ راجعًا إلى دمشق.

فاستمرَّ العراق لعبد الله بن الزُّبير إلى سنة إحدى وسبعين، وهي التي قتل فيها عبد الملك أخاه مصعب بن الزُّبير وهدم قصر الإمارة، وسبب هدمها مذكورٌ في ذكر علي بن أبي طالب (في بيان موضع قبره) (٤).

وكان عبد الملك بن مروان بعدما ولي الخلافة منع أهل الشام من الحج من أجل ابن الزُّبير؛ لأنَّه كان يأخذ الناس بالبيعة له إذا حجُّوا، فعجَّ النَّاس لما مُنعوا من الحجِّ، فبنى عبد الملك قبَّة الصخرة فكان الناس يقفون عندها يوم عرفة.

(ويقال: إنَّ ذلك كان سبب التَّعريف في بيت المقدس ومساجد الأمصار. قيل: إنّ أوّل من سنَّ التعريف بالبصرة عبد الله بن عباس ،


(١) ساقطة من: ع.
(٢) زائدة في ع: كلمتان.
(٣) أ: ثم.
(٤) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>