خطيب زاده وسائر علماء البلد، فدرَّس بحضرتهم، ولما ختم الدرس قال المولى خُسْرَو: إني رأيت في الرُّوم درسين؛ أحدهما لمحمَّد شاه الفَنَاري، والآخر هو الذي حضرناه الآن، قال خطيب زاده: انظروا هذه الشهادة، كان المدرس الأول محمَّد شاه الفَنَاري وقارؤه فخر الدِّين العجمي، وهذا المدرس ابن مغنيسا وقارؤه فلان، وأين هذا من ذاك.
ثم أعطاه السُّلطان محمَّد خان إحدى المدارس الثمان، ثم جعله قاضيًا بمدينة قسطنطينية، ثم جعله قاضيًا بالعسكر، واتفق أن سافر السُّلطان محمَّد خان إلى جانب روم إِيلِي، فسأله وهو راجع إلى قسطنطينية عن بيت عربي، فقال المولى ابن مغنيسا: أتفكر فيه بالمنزل ثم أجيب، فقال السُّلطان: تحتاج إلى التفكر في بيت واحد؟ فسكت المولى ابن مغنيسا.
وقال السُّلطان محمَّد خان لبعض خدامه: أحضروا مولانا سراج الدين، وهو إذ ذاك موقعًا للديوان العالي، فحضر فسأله عن ذلك البيت، فقال المولى: هو للشاعر الفلاني من قصيدته الفلانية من البحر الفلاني، ثم قرأ سباق البيت وسياقه، وحقَّق معنى البيت، فقال السُّلطان محمَّد خان لابن مغنيسا: ينبغي أن يكون العالم هكذا في العلم والمعرفة والتتبع، ولما نزل عزله في ذلك اليوم عن قضاء العسكر، وأعطاه إحدى المدارس الثمان، وقال: هو محتاج إلى التَّدريس.
ثم جعل السُّلطان محمَّد خان المولى ابن مغنيسا وزيرًا، ثم عزله عن الوزارة، وعيَّن له كل يوم مئتي درهم، ثم جعله السُّلطان بايزيد خان قاضيًا بالعسكر، ومات وهو قاض بالعسكر.
[والمولى سراج الدِّين كان من تلامذة المولى خواجه زاده، واشتغل عنده