للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

مدرسة قاضي زاده المولى قاسم، ويزوره بعد درسه، وفي الغد (يزور المولى قاسم قاضي زاده) (١)، ثم عيَّن له السُّلطان بايزيد خان كل يوم ثمانين درهمًا، وسكن ببروسا إلى أن مات فيها .

وله حواشٍ على "كتاب التلويح" للعلامة التَّفْتَازاني، وحواشٍ على "الشرح المطوَّل للتلخيص" للعلامة المزبور أيضًا في المعاني والبيان، وحواشٍ على "شرح المواقف" للسيِّد الشَّريف في الكلام، وكلُّها (٢) مقبولة مشهورة لدى الأهالي والموالي.

ومن تلامذته المولى محيى الدِّين محمَّد القُوجَوي، [يحكي صاحب "الشقائق" عن تلميذه المولى المزبور، وكان معيدًا له قال: طلبني يومًا وقت السَّحر، فدخلت في داره، ولما وصلت إلى باب حجرته سمعت بكاءه عاليًا، فتحيَّرت وظننت أنّه أصابته مصيبة عظيمة، ثم دخلت وسلَّمت، فأمرني بالجلوس، وقلت: ما سبب بكائكم هذا؟ قال: خطر ببالي في الثلث الأخير من الليل خاطر، فلم أجد بدًا من البكاء، فسألته عن ذلك، فقال: تفكَّرت أنّه لم يحصل لي ضرر دنيوي منذ ثلاثة أشهر، قال: وقد سمعت من الثِّقاة أنّ الضرر إذا توجَّه إلى الآخرة يتولى عن الدنيا، ولهذا بكيت خوفًا من توجه الضرر إلى الآخرة.

وبينا نحن في هذا الكلام إذا دخل عليه واحد من غلمانه وهو حزين، فقال: ما سبب خزنك؟ قال: أمرتموني أن أذهب إلى المصلحة الفلانية، فركبت البغلة الفلانية فسقطت البغلة وماتت، قال: الحمد لله حصل لي ضرر دنيوي، وأنت يا غلام بشّرتني بهذا، فأنت حرٌّ لوجه الله تعالى؛ شكرًا لذلك.


(١) ع: يزوره.
(٢) أ: وكلاها.

<<  <  ج: ص:  >  >>