للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حسن السِّيرة، مرضي الطريقة، مطلعًا على علمي الشَّريعة والحقيقة، قسم أيامه بين العلم والعبادة) (١)، وكان متخشِّعًا متخضعًا، لا يركب دابة للتواضع، وكان يلبس الثياب الخشنة، وكان (صاحب الأخلاق الحسنة، يحب الفقراء والمساكين، ويعاشر مشايخ الصوفية ويضيف المريدين.

كان) (٢) مدرِّسًا بالمدرسة الحلبية بأَدْرَنة، وكان ابن عمه علي الفَنَاري قاضيًا بالعسكر في أيام السُّلطان محمَّد خان، فدخل عليه وقال: استأذن من السُّلطان، فإني أريد أن أذهب إلى مصر لأقرأ "كتاب مغني اللبيب" في النحو على رجل مغربي سمعته بمصر، يعرف ذلك الكتاب غاية المعرفة، فعرضه على السُّلطان، فأذن له، فقال: قد اختل دماغ ذلك المرء، وكان السُّلطان (محمَّد خان) (٣) لا يحبُّه لأجل أنَّه صنَّف حواشيه على "التلويح" باسم السُّلطان بايزيد خان في حياة والده.

ثم إنّه دخل مصر وكتب "كتاب مغني اللبيب" بتمامه، وقرأه على ذلك المغربي قراءة تحقيق وإتقان، وكتب ذلك المغربي بخطه على ظهر كتابه إجازة له في ذلك الكتاب، وقرأ هناك أيضًا "صحيح البخاري" على بعض تلامذة ابن حجر، وحصَّل منه الإجازة في رواية الحديث عنه، ثم إنّه رجع وأتى بلاد الروم، وأرسل "كتاب مغني اللبيب إلى السُّلطان محمَّد خان، فلما نظر فيه زال عنه تكدر خاطره عليه، فأعطاه مدرسة إِزْنِيقْ، ثم أعطاه إحدى الثَّمان.

وكان يسكن في حجرة من حجرات المدرسة، وكان يلازم المدرسة في الأوقات الخمسة، والعباء في ظهره والشملة والتاج على رأسه، وكان يذهب بعد الدرس إلى


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>