للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وحقَّق في بحث الكلام ما ادَّعاه، وذكر في خطبتها اسم (١) السُّلطان بايزيد خان، وأرسلها إليه بيد الوزير إبراهيم باشا، فلما عرضها على السُّلطان قال: ما اكتفى بذكر ذلك الكلام الباطل باللسان، وكتبه في الأوراق اضرب رسالته في وجهه، وقل له: يخرج من مملكتي ألبتة، فتحيَّر الوزير، وكتم هذا الكلام من المولى خطيب زاده، ومع ذلك يرجو ابن الخطيب الجائزة من قبل (٢) السُّلطان، وتألَّم من تأخرها، وقال للوزير استأذن السُّلطان أن أذهب من هذه المملكة وأجاور بمكَّة، وأدَّى أمره إلى الاختلال عند السُّلطان.

[ولعله وقع هذا الاختلال والاضطراب بعدما حكم على المولى لطفي بزندقته وإباحة دمه على حسب التعصب، حتى روي أنه لما حكم بقتله وأتى منزله قال: خلصت كتابي من يده، وكان يسمع أن يقصد أن يزيِّف حواشيه على "شرح التجريد"، وكان المولى حميد الدِّين بن أفضل الدِّين مفتي البلاد الإسلامية في هذا الأوان توقف في أمر المولى لطفي ولم يحكم بإباحة دمه وزدقته] (٣).

ثم أرسل الوزير المزبور إلى المولى عشرة آلاف درهم من ماله باسم السُّلطان، وأنسى السُّلطان ما أمره به من خروج المولى المذكور عن مملكته، ومع ذلك اعتقد المولى المذكور أن تأخير الجائزة وتقليلها من جهة الوزير، ووقعت لذلك بينهما وحشة عظيمة.

يحكى أنَّ المولى جلال الدِّين الدواني كان من كبار الشَّافعية أرسل كتابًا إلى بعض أصدقائه ببلاد الروم، وكتب في حاشيته: السَّلام على المولى خطيب زاده وعلي


(١) ع: باسم.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>