للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

متقاعدًا عند ذلك، له في كل يوم مئة درهم، فذهب إلى السُّلطان بايزيد خان في يوم عيد، وأمرنا أن نذهب معه ليذكرنا عند السُّلطان بخير، وكان ابن أفضل الدِّين مفتيًا في ذلك الوقت وله تسعون درهمًا، وكان يتقدم المولى خطيب زاده عليه فلما مرا بالديوان والوزراء جالسون فيه سلَّم المولى ابن أفضل الدِّين عليهم، فضرب المولى (ابن الخطيب) (١) بظهر يده على صدره، وقال: هتكت عرض العلم، وسلَّمت عليهم، أنت مخدوم وهم خدام، سيَّما وأنت رجل شريف.

قال الأستاذ (٢): ثم دخل على السُّلطان ونحن معه، والسُّلطان استقبله، فعددت بأصبعي كان سبع خطوات، فسلم عليه وما انحنى له، فصافحه ولم يقبِّل، وقال للسُّلطان: بارك الله لك في هذه الأيام الشريفة، ثم ذكرنا عنده، وقبَّلنا يد السُّلطان وأوصانا السُّلطان بالاشتغال بالعلم، ثم سلَّم ورجع ورجعنا معه، وقلنا له: هذا سلطان الرُّوم واللائق أن تنحني له وتقبِّل يده، قال: أنتم لا تعرفون، يكفيه فخرًا أن يذهب إليه عالم مثل خطيب زاده وهو راضٍ بهذا القدر.

قال صاحب "الشقائق": هذا ما حكاه الأستاذ من تكبره على الوزراء (٣) والسلاطين.

ثم إنّ السُّلطان بايزيد خان جمعه مع المولى علاء الدِّين العربي وسائر العلماء، وجرى بينهما مباحثة، وانتهى البحث إلى كلام أنكر السُّلطان عليه لذلك كلَّ الإنكار، وتكدَّر عليه كدرًا عظيمًا.

وفطن لذلك المولى خطيب زاده، فصنَّف رسالة في بحث الرؤية والكلام،


(١) ع: الخطيب زاده.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) أ: الأمراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>