للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يكون أمينًا على خزانة كتبه، فذكر عنده المولى لطفي فجعله أمينًا على تلك الخزانة، ووقف هو بواسطته على لطائف الكتب وغرائب العلوم، ثم صار مدرِّسًا بمدرسة دار الحديث في أَدْرَنة، وعيَّن له كل يوم ستون درهمًا، وكان ذلك في سنة إحدى وثمانين وثمانمئة، ثم جعل وظيفته ثمانين درهمًا، ثم صار مدرِّسًا بإحدى المدرستين المتجاورتين بأَدْرَنة، وعين له كل يوم خمسون درهمًا، وضم إليها تولّيه عمارة السُّلطان مراد خان بمدينة أَدْرَنة، ثم عين له كل يوم مئة درهم بطريق التقاعد، ثم أعطى له لواء كليبولي.

ثم إنّه وقع بينه وبين السُّلطان محمَّد خان أمر كان سببًا لعزله وحبسه، فلما حققه علماء البلد اجتمعوا في الدِّيوان العالي، وقالوا: لا بد من إطلاقه من الحبس وإلَّا نحرق كتبنا في الديوان الثاني ونترك مملكتك، فأخرجه وسلَّمه إليهم، ولما سكتوا أعطاه سَفَرى حصار مع مدرسته، وأخرجه في ذلك اليوم من قسطنطينية فخرج، وكان المولى نور الدِّين القراصوي من تلامذته عنده، ذهب معه ولم يفارقه.

ولما وصل إلى إزنيق أرسل خلفه طبيبًا، [وقال: عالجه] (١) لقد اختلَّ عقله، فأعطاه الطبيب المذكور شربة، وضرب كل يوم خمسين عصا، فلما سمعه المولى ابن حسام الدِّين أرسل كتابًا إلى السُّلطان محمَّد خان وقال له: إما أن ترفع هذا الظلم، وإما أن أخرج من مملكتك، فرفع عنه الظلم المذكور.

وذهب هو إلى سَفَري حصار وأقام هناك بما لا يمكن شرحه من الكآبة والحزن، ومات السُّلطان محمَّد خان وهو فيها.

فلما جلس السُّلطان بايزيد خان على سرير السلطنة أعطاه مدرسة دار الحديث


(١) زيادة من "الشقائق النعمانية" (ص: ١٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>