عن "حواشي المختصر"، فقلت: إنّه مكتوب في نسختي في الصحيفة اليمنى بعد أربعة أسطر.
فقال الوزير: عندي الحواشي المذكورة، فأمر بإحضارها فأحضرت، وكان غرضه أن لا يظهر فيها ويظهر افترائي، فوجدت الكلام المذكور في الحاشية، فعرضت عليهم (١)، فسكت خير الدِّين، وقال ابن أفضل الدِّين: ما في هذه الحاشية بيان نفس الأمر، وما في "شرح المواقف" اعتراض
فقلت: إنك تقول في نفس الأمر، وهل تعرف معناها؟ فقال: إنَّ لها معنيين، فقلت: قد أخطأت وجهلت، إنَّ لها معنى واحدًا يصدق على أمرين، وأنت ممن لا يفرق بين المفهوم وبين ما صدق هو عليه، ومع ذلك تدَّعي العلم، فسكت ابن أفضل الدين.
ثم قال الوزير: يا مولانا إنّ فيك لحدة، قلت: نعم إنّ لي حدة، لكن على الكلام الباطل، فقال الوزير: هكذا تعامل مع طلبتك، فقلت: لو تكلم واحد منهم بمثل هذا الكلام الباطل لضربت الكتاب على وجهه، فضحك الوزير، ثم قمت، وذهبت به.
وله من التأليفات "كتاب التهافت" السابق ذكره، و"حواش على شرح المواقف"، و"حواش على شرح هداية الحكمة"، لمولانا زاده
يحكي صاحب "الشقائق" عن والده عن خواجه زاده قال: إني ما قصدت تأليف هذه الحاشية، إنّما قرأ أبو بكر جلبي وهو ابن أحمد باشا بن ولي الدين، وكنت أكتب ما ظهر لي في مطالعتي على ورقة وأدفعها إليه، وهو نظم تلك الأوراق كنظم السبحة، قال المولى الوالد هذه عبارة المولى خواجه زاده.