للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إلى وطنه قال له الشَّيخ عبد اللطيف: خلِّ المولى تاج الدِّين عندي، ولما وصل الشَّيخ عبد اللطيف إلى بروسا كان الشَّيخ تاج الدِّين في خدمته، واختلي عنده خلوات كثيرة، وحصَّل دقائق طرق الطريقة، وظهر منه حالات عجيبة، وكرامات غريبة، وبلغ عند الشَّيخ عبد اللطيف رتبة (١) الفضل والكمال والإرشاد (٢).

وكان الشَّيخ العارف بالله تعالى محيي الدِّين القوجوي تربى عنده، والشَّيخ سليمان خليفة، ولما مات الشَّيخ عبد اللطيف ببروسا قام مقامه لإرشاد الطالبين وتربية المريدين وتكملة المسترشدين، فاهتم الشَّيخ تاج الدِّين في إرشادهم غاية الاهتمام، واجتمع عليه كثير من الطلاب، ففتح الله ببركة صحبته (وشرف تربيته) (٣) عليهم الباب (ووصل كل منهم) (٤) إلى مبتغاهم، ونال جميعهم مناءهم.

ويحكى عن بعض خدامه: قسمتُ في (٥) هذه الليلة للطالبين المجتمعين عنده مئة وعشرين قصعة من الطعام، وعلى هذا في أكثر الأوقات.

وحكي عن بعض أصحابنا أنّه قال: فقدنا الشَّيخ أيامًا، فاجتهدنا في طلبه، فوجدناه على جبل (٦) مدينة بروسا مشتغلًا بالرياضة، وذلك الموضع الآن من، مطاف أهل زاويته، وقد بني رجل يدعى بخواجه رستم هناك حجرات للطالبين من الصوفية، وأما زاوية الشَّيخ ومسجده في مدينة بروسا بناهما خواجه بخشايش البُخاري من أحباء الشَّيخ عبد اللطيف.


(١) أ: مرتبة.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ع: وتربيته.
(٤) ع: ووصلوا.
(٥) ساقطة من ض.
(٦) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>