أبي بكر المَرْغِيْنَاني، عن نجم الدِّين النَّسَفِي، عن أبي اليسر البَزْدَوي، عن أبي يعقوب السَّيَّاري، عن أبي إسحاق النَّوْقَدي، عن أبي جعفر الهِنْدُوَاني، عن أبي القاسم الصَّفَّار، عن نصير بن يحيى، عن محمَّد بن سَماعة، عن أبي يوسف، عن الإمام الأعظم أبي حنيفة. وهذا أحد الطرق.
ثم أتى بلاد الروم في دولة السُّلطان مراد خان بن السُّلطان محمَّد خان، فأعطاه السُّلطان المذكور مدرسة مرزيفون.
وكان المدرِّس فيها قبله المولى إلياس بن يحيى بن حمزة الرُّومي من تلامذة صاحب "فصل الخطاب" غوث السالكين خواجه محمَّد بارسا، وقد مر ذكره في الكتيبة السابقة، وقرأ على القِرِيمي المولى أخي يوسف بن جنيد التوقاتي، وأخذ عنه العلوم بهذه المدرسة، ثم أتى بلدة قسطنطينية في زمان السُّلطان محمَّد خان، فعيَّن له كلَّ يوم خمسين درهمًا، وكان يدرِّس ويذكر أينما أراد، وكان عالمًا عاملًا، فاضلًا كاملًا محدِّثًا مفسّرًا فقيهًا مناظرًا، حسن السِّيرة، لطيف المعاشرة، دائم الذِّكر، مصيب الفكر، نحوي أصولي خلافي، مصنِّف، جدلي الكلام في الجدال والخصام.
ومن تصانيفه "حواش على التلويح" للعلامة التَّفْتَازَانِي، و"حواش على شرح العقائد"، و"حواش على شرح اللب" للسيد عبد الله.
قال في "حاشية التلويح": الجواز يطلق على خمسة معان:
أحدها: مباح
والثاني: ما لا يمتنع شرعًا، مباحًا كان أو واجبًا أو مندوبًا أو مكروهًا.
والثالث: ما لا يمتنع عقلًا واجبًا أو راجحًا أو متساوي الطرفين أو مرجوحًا.
والرابع: ما استوى الأمران فيه شرعًا كالمباح، أو عقلًا كفعل الصبي.