للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وبلاغة بيانه، وفصاحة لسانه، إذا حضر في مجلس كان هو المشار إليه، وإذا حرَّر في المُشْكِل كان هو المعوَّلَ عليه، فكان من محاسن الزمان، وأيام درسه من تواريخ الدوران، يضرب به الأمثال، وكانت تلامذته من أفراد الرجال.

وله مهارة في النَّظم أيضًا، وكان ينظم بالعربية والفارسية والتركية، وله نظم مشهور في العقائد، أدرج فيها مسائل أصول الكلام مع ما يحتويه كتب الكلامية الضخام، وهي قصيدة نونية أبدع في نظمها، وأتقن في كلمها وحكمها، حيث أعجب البلغاء حسن بيانه وبديع تبيانه، وقد شرحها من أعزة تلامذته المولى الفاضل شمس الدِّين الخيالي شرحًا حسنًا، وله قصيدة نونية أيضًا سماها "عجالة ليلتين"، مطلعها:

لقد زاد الهوى من بُعْد بيني … وبين البين بُعد المشرقَيْن

إلى تمامها:

ألا يا أيها السُّلطان نظمي … عُجالة ليلة أو ليلتين

مع الإشغال في أيَّام درسي … وما فارقْتُ شغلي ساعتين

فأرسلها إلى السُّلطان محمَّد خان، وحين وصلت القصيدة إليه كان المولى الكُوْرَاني قاعدًا عنده، فعرضها عليه، فإذا اطلع مطلعه (١) قيل (٢): اعترض عليه (٣) بأن "زاد" لازم لا يتعدى، فأمره السُّلطان أن يكتب اعتراضه على ظهر القصيدة، وأرسلها إلى المولى خضر بك ليكتب الجواب، فكتب المولى خضر بك في جوابه: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ [سورة البقرة: ١٠].


(١) ع: عليها.
(٢) ع: إنه.
(٣) ع: عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>