للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان المولى خضر بك بسَفَرى حِصَارْ في سنة سبع وثلاثين وثمانمئة، واشتغل بها ودرَّس العلوم، وكان محبًّا للعلم، شديد الطَّلب، وحصل العلوم والفنون العجيبة في هذه المدرسة، وبلغ النهاية في الفضل، حتى قيل: إنّه لم يكن بعد المولى الفَنَاري من اطلع على العلوم الغريبة مثله.

حكي أنّه جاء رجل متبحِّر في العلوم من بلاد الغرب في أوائل أول جلوس السُّلطان محمَّد خان، وكان أبوه السُّلطان مراد خان حيًّا ببلدة مغنيسا، فحضر ذلك الرجل مجلس السُّلطان، واجتمع مع علماء الرُّوم عند السُّلطان محمَّد خان، وكان كثير الاطلاع على العلوم الغريبة، فسألهم عن مسائل العلوم الغريبة التي لم يكن لهم الاطلاع عليها، فانقطع الكل عن البحث وعجزوا، فاضطرب السُّلطان محمَّد خان اضطرابًا شديدًا، وحصل له عار شديد من ذلك.

فطلب رجلًا من أهل العلم له اطلاع على العلوم الغريبة، فذكر عنده المولى المذكور، وهو مدرس ببلدة سَفَرى حصار، وكان شابًا في عشر ثلاثين سنة، وكان زيه على زي عسكر السُّلطان، فأحضروه عند السُّلطان مع الرجل المذكور، فضحك الرجل مستحقرًا للمولى خضر بك بشبابه وزيه، وقال المولى خضر بك: هات ما عندك فأورد الرجل عليه أسئلة من علوم شتَّى، فأجاب عن أسئلته (١) بأحسن الأجوبة، وسلَّمه، ثم سأل المولى (خضر بك) (٢) المذكور ستة عشر فنًّا لم يطلع عليها ذلك الرَّجل حتى انقطع الرجل وأقحم.

فطرب لذلك السُّلطان محمَّد خان حتى قام وقعد لشدة طربه، وأثنى على


(١) ض، ع: أجوبته.
(٢) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>