قيل: هو أول من سنّ ذلك، وكان يقول: يجوز إكثار الخلفاء لأجل تعليم آداب (١) الطريقة للناس، وأما المرشد الذي يقوم مقام الإرشاد بعد شيخه فهو لا يكون إلا واحدًا.
يحكى أنّه لم يأكل الطعام في آخر عمره مقدار ستة أشهر، واشتهى يومًا في تلك المدة طعامًا عيَّنه، فباشر تحصيله ولده الأكبر، واهتم فيه غاية الاهتمام، حتى أحضره بين يديه، فلما أخذ منه لقمة اشتغل بتقرير المعارف الإلهية زمانًا، ثم ترك اللقمة ولم يأكلها، فقيل له في ذلك، فقال: إنّ الحكيم لقمان تغذى برائحة بعض من الرياحات عدة سنين، ولا بعد لي أن أتغذى برائحة هذه اللقمة.
يروى أنّه كان يقول إذا دعي له بطول العمر: ادْعُو بطول العمر للسلطان خليل؛ لأنّ عمري في مدة حياته، وكان كما قال، حيث عاش بعد وفاته مقدار تسعة أشهر.
مات في بلدة باكو، سنة تسع أو ثمان وستين وثمانمئة.
ومن كبار خلفائه الشَّيخ العارف بالله المولى علاء الدِّين الخَلْوَتي، والشَّيخ العارف الرَّباني عمر دده الأيديني الشهير بروشني، والشَّيخ العارف بالله حبيب العمري القراماني، والشَّيخ محمَّد الجمال الشهير بجلبي خليفة، الذي اتصل نسبه إلى جمال الدِّين الآقسرايي.
صاحب مع الشَّيخ علاء الدِّين الخَلْوَتي مدة يسيرة، ثم بعد وفاته توجه إلى خدمة السيِّد يحيى، ولما انفصل من أَذْرَبِيجان مسافة يومين استمع وفاة السيِّد يحيى فلم يتيسر له الوصول، ورجع إلى أَذْرَبِيجان.