للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

صلاة العشاء لاشتغاله بصفاء الهمة، وكان الأيام أيام الشتاء، فتعطل رجلاه (وحصل له وجع) (١)، وبقي على ذلك أيامًا، فدخل الشَّيخ صدر الدِّين بيت الخلوة ليلة من كوة البيت فأخذ بيده، وقال: قم يا ولدي، فاندفعت تلك العلة عنه، فسمع هذا الأمر والده فزاد إنكاره عليه، وقال له: لأي شيء دخل شيخك من الكوة ولم يدخل من الباب، وأنت تعتقد أنّه متشرع فقال السيِّد يحيى: خاف من الشوك في الطريق، قال: وأي شوك هو؟ قال: إنكارك عليه، فعند ذلك زال إنكاره، ولازم هو أيضًا خدمة الشَّيخ المذكور.

روي أنّ الشَّيخ صدر الدِّين أمر السيِّد بهاء الدِّين أن يخدم نعل ولده سنة ليحصل له المجاهدة بذلك.

وكان السيِّد يحيى يتأثر من ذلك غاية التأثير، إلى أن أمره الشَّيخ صدر الدِّين أن يخدم نعل والده، وكان الشَّيخ السيِّد يحيى تربى بتربية صدر الدين (٢)، وبلغ عنده رتبة الإرشاد ونال الكرامات وظهر منه الحالات.

وكان الشَّيخ بيرزاده بن الشَّيخ حاج عز الدِّين الخَلْوَتي أيضًا في خدمة الشَّيخ صدر الدِّين ونال عنده مقامات عالية، وكان السيِّد يحيى تزوج ابنة بيرزاده لأنّه كان قديم الصحبة مع السيِّد صدر الدِّين، ومع ذلك إقبال الناس على السيِّد يحيى كثيرًا، ولهذا الخلاف انتقل السيِّد يحيى من شماخي إلى بلدة باكو من ولاية شيروان، وتوطن هناك، واجتمع الناس عليه مقدار عشرة آلاف نفس (٣)، وانتشر خلفاؤه إلى أطراف الممالك.


(١) ساقطة من: ع.
(٢) زائدة في ع: أن يخدم نعل والده.
(٣) ض: أنفس.

<<  <  ج: ص:  >  >>