للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان وقتئذ مستعفيًا ومتقاعدًا عن قضاء العسكر المنصور بأناطولي، فجمعنا كتب التفاسير وما يتعلق بها من الرسائل والحواشي، وعندي تفسير المولى العالم الرباني نور الدِّين عبد الرَّحمن الجامي كتبته بيميني، وكنت أنظر فيه في أثناء مطالعتي، وأنظر ما حققه، وأضبط ما دققه.

واتفق في أثناء درسي بمحضر أستاذنا السيِّد الفاضل أن أتكلم عن تحقيقاته وتدقيقاته التي حرَّرها ذلك العالم الرَّباني في أثناء تفسير قوله تعالى ﴿خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ﴾ [البقرة: ٧] من كلمات وأقوال المتصوفة في الأعيان الثابتة، وتبعية العلم بالمعلوم، ومجعولية الماهية وعدمها، وفائدة التكلف، وغير ذلك مما أفاض الله به على هذا العبد الفقير في ذلك المجلس الخطير.

فحين سمع كلامي انبسط المولى الأستاذ، وبسط الكلام في هذا المقام وأفاد وأجاد، فلما أتم كلامه تأوه وارتعد، فسكت زمانًا كأنه تواجد، ثم رجع وشرع إلى ذكر فضائل المولى الجامي، وأخذ دروز ثوبه يجره (إلى يمينه) (١) السامي، وقال: وإلى هذا بِذَنبِيّ، لو كنت بزمانه (لأفتخر بأن) (٢) أكون من جملة غواشيه، أفاض الله شآبيب رضوانه عليه وعلى حواشيه.

وحكى صاحب "الشقائق" عن أستاذه المولى الفاضل محيي الدِّين الفَنَاري، وهو عن والده المولى الفاضل علي الفَنَاري أنّه قال: قال والدي وكان قاضيًا بالعسكر المنصور للسلطان محمَّد خان: إنّ السُّلطان قال لي يومًا: إنّ الباحثين من


(١) ع: إليه أي يمينه.
(٢) ع: لا أفتخر أن.

<<  <  ج: ص:  >  >>