للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثم إنَّ المولى صلى صلاة الظهر موميًا، ثم أخذ يسأل عن أذان (١) العصر، فلما قرب وقته أخذ يسمع صوت المؤذنين: الله أكبر، قال: لا إله إلا الله، فخرجت روحه في تلك الساعة، روَّح الله تعالى روحه، ونوَّر ضريحه.

ثم إنّ السُّلطان بايزيد خان حضر صلاته وقضى ديونه بلا شهود، فكانت ثمانين ألف ومئة ألف درهم، ثم إنهم لما وضعوه عند قبره، لم يتجاسر أحد أن يأخذه برجله، فوضعه على حصير وجذبوا الحصير إلى شفير القبر، ثم أنزلوه فيه، وسلموه إلى رحمة الله تعالى ورضوانه، وامتلأت المدينة في ذلك اليوم من الصياح والبكاء حتى النساء والصبيان، وكانت جنازته مشهودة، وانثلمت بموته ثلمة في الإسلام، كذا ذكره صاحب "الشقائق".

وله بيت القراء قدام ميدان بقسطنطينية، وهو موضع مشهور، وله مدرسة فيها مشهورة بالمدرسة الكُوْرَانية، وصرت في سنة إحدى وستين وتسعمئة مدرسًا بتلك المدرسة كل يوم بعشرين درهمًا (٢)، ودرَّسْتُ هناك حاشية "شرح التجريد" للسيد الشريف من الأول، و"الشرح المطول للتلخيص" من أول أحوال الإسناد الخبري مع حواشيه للمولى حسن جلبي، ونقلت "كتاب شرح المشارق" لابن الملك من الحديث، وكنت اشتغل فيها سوى وظائف دروس "كتاب مغني اللبيب" مع شرحيه للدماميني والشمني في العربية و"مختصر الجغمني" وشرحه لقاضي زاده رومي، مع حواشيه في الهيئة، و"كتاب التهافت" لخواجه زاده و"الذخر" للمولى الطوسي، مع تعليقات المولى كمال باشا زاده عليه.

ومن تلامذة المولى الكُوْرَاني المولى العالم الفاضل علاء الدِّين علي العربي


(١) أ: صلاة.
(٢) ع: عثمانيًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>