للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

خان الغازي بمدينة بروسا، ثم أعطاه مدرسة جده السُّلطان بايزيد خان بالمدينة المذكورة، وكان ولد السُّلطان مراد المذكور محمَّد خان أمير في ذلك الزمان ببلدة مغنيسا، وقد أرسل إليه والده عدَّة من المعلمين ولم يمتثل أمرهم، ولم يقرأ شيئًا حتى إنّه لم يختم القرآن، فطلب السُّلطان مراد رجلًا له مهابة وحدَّة، فقيل له: المولى الكُوْرَاني المذكور.

فجعله معلِّمًا لولده، وأعطاه بيده قضيبًا يضربه بذلك (١) إذا خالف أمره، فذهب إليه، ودخل عليه والقضيب بيده، فقال: السَّلام عليك، ولم يعظِّمه بالسَّلام، ولم يكنه بخطاب الأمير والسُّلطان، فتقدم إليه وقال: أرسلني والدك للتعليم وللضرب إذا خالفتَ أمري، فضحك السُّلطان محمَّد خان من هذا الكلام، فضربه المولى الكُوْرَاني في ذلك المجلس ضربًا شديدًا، حتى خاف منه السُّلطان محمَّد خان، وأرسل إلى المولى الكُوْرَاني أموالًا كثيرة، وقرأ عليه القرآن وحفظه، وأخذ عنه بعض العلوم، وبلغ في العلم مبلغًا يفهم ما يعرض عليه من مسائل العلوم، ويميِّز الصَّواب عن غير الصَّواب إذا قرر عنده بحسن التقرير.

ثم إنّ السُّلطان محمد خان لما جلس على سرير السلطنة بعد وفاة والده المرحوم السُّلطان مراد خان في سنة خمس وخمسين وثمانمئة - وقد كان السُّلطان محمَّد خان جلس على سرير السلطنة قبل ذلك بعدة سنين، وقد أجلسه أبوه السُّلطان مراد خان وترك السلطنة وذهب إلى بلدة مَغْنِيسَا، ثم ندم على ذلك لأمور لم تتحمل ذكرها هذه الكتيبة، فأرسل ابنه السُّلطان محمَّد إلى بلدة مغنيسا وجلس هو (٢) مكانه إلى أن مات - عرض للمولى الكُوْرَاني وزارة فلم يقبل، وقال: إنَّ مَنْ ببابك من الخدام والعبيد


(١) ع: به.
(٢) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>