للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

جلال الدين، والمولى الشهير بأياسلوغ جلبيسي، والمولى تاج الدِّين إبراهيم والد خطيب زاده محيي الدين، والمولى محمَّد بن مصطفى بن الحاج حسن، والمولى محيي الدِّين محمَّد بن إبراهيم بن حسن النِّكْساري، والمولى خير الدِّين جد صاحب "الشقائق النعمانية" شمس الدِّين طاش كبرى زاده.

وكان المولى يكان يحب العشرة مع أصحابه، ويهيئ الأطعمة النفيسة في الليالي العطلة، وكان حسن المصاحبة لذيذ المعاشرة (١)، وكان نظارًا في البحث عديم النظير مفرط الذكاء، إلا أنّه قيل: كان قليل الحفظ.

وكان أولاد الفَنَاري يبغضونه ويتعصبون عليه، وسببه أنّ المولى الفَنَاري أراد أن يزوجه بنته فلم يقبل؛ لأنّه كان قد عهد مع أستاذه السابق بأن يتزوج بنته، فلم ترضَ نفسه بنقض العهد.

حكي أنّه حين (٢) كان قاضيًا بمدينة بروسا حكم بقضية، فأنكر ذلك الحكم أولاد الفَنَاري، فأرادوا عقد المجلس لما بينهم من التعصب والبغض، فنصح لهم بعض المدرسين، وقال: إنّ هذا الرجل عالم فاضل، ربما يجد المخلص في هذا الأمر، فلم يلتفتوا إلى كلام ذلك البعض، فعقدوا المجلس، وحضر المولى المذكور، وقالوا: حكمك هذا مخالف لعدة من الكتب المتداولة والمشهورة، وأظهروا له النقل منها، فقال المولى المذكور: إنَّ الإمام زفر هل هو من المجتهدين؟ فقالوا: نعم، قال: إني حكمت في هذه القضية بمذهبه لمصلحة اقتضته، فإن قدرتم على نقض هذا الحكم فانقضوا، فتحير الكل؛ لعلمهم بأن المذهب الضعيف يتقوى باتصال القضاء به.

ومما يشبه هذه الحكاية أنّ الشَّيخ ركن الدِّين أبا الفضل الكرماني لما دخل


(١) أ: العشرة.
(٢) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>