علي النَّسَفِي، عن القاضي الإمام أبي بكر محمَّد بن الفضل البُخاري، عن الأستاذ عبد الله السُّبَذْمُونِي، عن أبي عبد الله أبي حفص الصغير، عن أبيه أبي حفص الكبير، عن محمَّد عن أبي حنيفة ﵏.
ولهذه الشيوخ طرق كثيرة، وهذا أحد الطرائق، فبلغ عنده رتبة الفضل والكمال، وفاق في العلوم، وحاز قَصَب السَّبْق من بين الأقران والأمثال.
ثم صار مدرِّسًا ببعض المدارس بتوجيه المولى الفَنَاري، ثم انتهت إليه رئاسة الدرس والفتوى والصدارة ومنصب القضاء بعد المولى شمس الدِّين الفَنَاري، وكان ذلك في دولة السُّلطان مراد خان بن السُّلطان محمَّد خان بن السُّلطان يلدرم بايزيد خان، وكان معظمًا مكرمًا عنده، فانتشر صيته في البلدان، وامتدت إليه الأعين، ورحل إليه من كل مكان، وتلقته الأئمَّة الأعلام والموالي العظام بالقَبول التَّام.
وعاش مدة مديدة محترمًا مقبولًا عند الخاص والعام، داوم على ذلك إلى أن هب له نسيم التوفيق لقصد زيارة البيت العتيق، فترك الكلَّ وتجشَّم أهوال تلك الشقة الصَّعبة، حتى رزقه الله تعالى سعادة زيارة الكعبة، وحجَّ وحق الله حجَّة الإسلام، وسعد بزيارة روضة النَّبي ﵊.
ثم بعد ما ما فاز بهذه المطالب اللَّطيفة، وأفاض من تلك المواقف الشريفة، وصل أهله بعون الله وفضله، ولم يتولَّ شيئًا من المناصب بعد، إلى أن قضى نَحبه ولقي ربه.
وتوفي ﵀ ببلدة إزنيق ودفن بها في أوائل دولة السُّلطان محمَّد خان بن السُّلطان مراد خان بن السُّلطان يلدرم بايزيد خان.
وقرأ على المولى يكان ولداه الفاضلان الكاملان المولى محمَّد شاه بن المولى يكان، والمولى يوسف بالي بن المولى يكان، والمولى العالم الفاضل خضر بك بن