للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وحكي أيضًا (١) أنه كان مع هذه الأبهة والجلالة كان يلبس بنفسه النفيسة ثيابًا دنية، وكان على رأسه عمامة صغيرة على زِيّ مشايخ الصوفية، وكان يتعلل في ذلك ويقول: إنّ ثيابي وطعامي من كسب يدي ولا يفي كسبي بأحسن من ذلك، وكان يعمل صنعة القزازية، وكان بيته بين المدرسة وبين قصر السُّلطان بايزيد خان المذكور.

وله مدرسة وجامع بمدينة بروسا، ومرقده الشريف قدام الجامع، يحكى أنه خلف عشرة آلاف مجلدات من الكتب.

يروى أنه شهد السُّلطان المذكور عنده يومًا لقضية (٢) فرد شهادته، فسأل عن سبب رده، فقال: إنك تارك الجماعة، فبنى السُّلطان قدام قصره جامعًا، وعين لنفسه فيه موضعًا ولم يترك الجماعة بعد ذلك.

ثم إنه وقع بينهما خلاف فترك المولى الفَنَاري مناصبه، ورحل إلى بلاد قرامان، وعين له صاحب قرامان كل يوم ألف درهم، ولطلبته خمسمئة درهم، وقرأ عليه هناك المولى العالم (٣) الفاضل يعقوب الأصغر (٤)، والمولى العالم الكامل يعقوب الأسود، وكان المولى الفَنَاري يفتخر بذلك أنّ يعقوبين قرأا عليه، ثم إنّ السُّلطان المذكور ندم على ما فعل في حق المولى الفَنَاري، فأرسل إلى صاحب قرامان يستدعي المولى المذكور، فأجاب إليه ودعاه إلى ما كان عليه من المناصب.

ومن تلامذته ولداه الفاضلان الكاملان المولى محمَّد شاه والمولى يوسف بالي ابني المولى شمس الدِّين محمَّد الفَنَاري، والمولى الفاضل العلامة محيي الدِّين


(١) ع: أنه.
(٢) أ: في قضية.
(٣) أ: العلامة.
(٤) في: ع: الأشغر، وفي "الشقائق النعمانية": الأصفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>