للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والتفسير، وحفظ أسماء الرجال، مقرئًا جاريًا بوجوه القراءات كالماء السلسال، أكمل عليه القراءات العشر كثيرون، وإلى مجلسه وحدًا القراء يلازمون، وعليه يقرؤون وعنه يستمعون، وبه يحيطون إحاطة الهالة بالبدر، وهو يستند في المحفل إلى الصدر، وكان قد نزل ببروسا في سنة سبع وتسعين وسبعمئة، وأقام فيها ينشر العلم إلى تغلُّب هذه الفيئة (١) في صحبة السُّلطان بايزيد، فحدثت هذه النوائب فعادهما الدهر، فذهب به الأمير تيمور إلى ما وراء النهر، وكان السيِّد الشريف في هذا الوقت مدرسًا بسمرقند، ثم أن تيمور اتخذ هناك وليمة عظيمة، عين جانب يساره للأمراء وجانب يمينه للعلماء.

وقدم الشَّيخ الجزري على السيد (٢) الشريف، فقيل له في ذلك قال (٣): كيف لا أقدمه وهو رجل عارف بالكتاب والسنة، يقرأ بالحق ويشاور ما أشكل عليه منهما على النّبيّ فيحل له، فانظر إلى دَيْدَن الزَّمان، فكما تدين تدان.

وأما القصة الواقعة بين السعد الدِّين والسيِّد الشريف فواقعة في الإجلاس الذي وقع بينهما في مبحث اجتماع التبعية والتمثيلية من أقسام الاستعارة في كلام صاحب "الكشَّاف" في قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى﴾ [البقرة: ٥]، ومعنى الاستعارة، وكان الحكم بين هذين الهزبرين نعمان الدِّين الخُوَارِزْمِي المعتزلي، فرجَّح كلام السيِّد الشريف على كلام العلامة التَّفْتَازَانِي، فاشتهر عند الخاص والعام، غلبة الشريف عليه بالإلزام والإفحام، وكان سعد المِلَّة والدِّين بعدما اشمأزَّ طبعه من تقدم الشريف في تلك الأحايين قد فقد عنوان الشباب، وصرف أوان الكهولة، وأشرف غرة عمره


(١) ع: الفتنة.
(٢) ساقطة من: أ، ض.
(٣) ع: فقال.

<<  <  ج: ص:  >  >>