للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

المولى جمال الدِّين يكتب المتن بتمامه ثم يعقبه بكلامه، وكان يضرب على المتن بالمداد الأحمر فكان الشرح كالذباب على لحم البقر.

ولما قال الشريف هذا قال له بعض الطالبين: يا هذا اذهب إليه انظر إلى تقريره تجده أحسن من تحريره، فقصده فصادف موت المولى المرحوم دخوله إلى البلد:

وما المرء في الدُّنيا وإنْ طالَ عمره … إلى الأمد (١) الأقصى بباقٍ على الأبد

خذوا حِذْركم ما عشتم فتزوَّدوا … فصرف الرديِّ خصم لعمركم ألد

ولقي الشريف هناك المولى الفَنَاري، وقد وجد ذا باع واسع ولسان جار، فكانا صاحبي الحضر وراكبي السفر، وكأنهما العقل والروح المصوَّر، ارتحلا إلى مصر ليقرأا على علامة العصر المولى الفاضل المتفق عليه، والشَّيخ الكامل المختلف إليه، أفضل المتأخرين، صاحب عناية "الهداية" أكمل الدين، إمام الفروع والأصول، والأستاذ المبرز في المعقول والمنقول، يضرب به الأمثال، وتشد إليه الرحال، فظفرا بزيارة سدته، واغتنما بمشاهدة غرته، وقرأا عليه العلوم العقلية (٢)، وأخذا عنه الفنون الشرعية، ولقد قرن الله مساعيهما بالنجاح، وجعل صيتهما الطيَّار موفورًا بجناح.

وكان من شركاء درسهما المولى جامع الفضائل الشَّيخ بدر الدِّين بن إسرائيل، الشهير بابن قاضي سماونه، والمولى الفاضل الحاج باشا صاحب "التسهيل" و"الشفاء"، وهما كانا أيضًا من شركاء الشريف الجُرْجَاني عند قراءة شَرْحَي "الرسالة" و"المطالع" على مبارك شاه المنطقي، فبلغ الشريف (٣) رتبة الكمال، وفاق


(١) ع: الأبد.
(٢) ض، ع: النقلية.
(٣) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>