للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حاشيةٌ بعلوِّ صوتٍ نادية … مَنْ مِثْل راقم أسطري في النادية

ولم يفارق بعد حدَّ الطُّفولة … ولم يقاربْ شارق صباه أُفُوله

ثم صنف كتابًا في النَّحو بلسان فارسية ثم، وثم في العلوم العقلية والنقلية إلى أن ظهرت تصانيفه في ظهور الآفاق، وكثرت تآليفه في بطون الأوراق.

حكي أنه حضر مجلس العلامة الرَّازِي قطب الدِّين محمَّد ليقرأ عليه شرحيه لـ "الرسالة الشمسية" ولـ "المطالع الأُرْمَوية"، فلما رأى الرَّازِي أنّ فكره يجول في فن المنطق كضوء البارق المتألق، وشاهد في (١) نفسه أنه قد قوي الضعف في قواه، وطيف المنية مختال أينما بات تجاه، وأقعده المشيب عن درك الصغرى والكبرى، وأعجزه عن فهم الإشارات ونيل القانون والشفاء؛ أرسله إلى المولى مبارك شاه، وكان تلميذه ومولاه، ربَّاه وعلَّمه، وكان ماهرًا في الحكمة والمنطق حتى اشتهر بين النّاس بمبارك شاه المنطقي، وكان رحل إلى مصر وتوطَّن فيها، وأن قطب الدِّين الرَّازِي كان في هذا الزمان بهراة، ثم بعد ما توجه السيِّد الشريف إلى خدمة مبارك شاه، سمع صيت الشَّيخ جمال الدِّين محمَّد بن محمَّد الآقسرايي، وقد سبق ذكره في متفرقات الكتيبة السادسة عشر فارتحل إلى بلاد قرامان ليقرأ عليه (٢).

وكانت الطلبة ترحل من أقطار الأرض إليه، وتحمل مشكلات العلوم من البر والبحر إلى بين يديه، روي أنه لما قرب منه رأى شرحه لـ "الإيضاح" للخطيب القزويني صاحب "تلخيص المفتاح" فلم يعجبه، وقال: هذا كلحم بقر وعليه الذباب، ووجهه أنّ "الإيضاح" كتاب مبسوط مفصَّل قلما يحتاج إلى الكشف والحل، وكان


(١) ساقطة من: أ.
(٢) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>