وأراد السُّلطان حمل نعشه، فمنعه الأمراء، ودفن بالخانقاه الشيخونية، إلى هنا منقول من "إنباء الغمر".
فقول ابن حجر:" ثم دخل القاهرة سنة أربعين فأخذ عن شمس الدِّين الأصفهاني" لم يرده ولا دخل عليه، فإنّ شمس الدِّين الأصفهاني ذكره السُّبْكي في "طبقاته الشَّافعية"، وقال: محمَّد بن محمود بن محمَّد أبو عبد الله القاضي شمس الدِّين الأصفهاني شارح "المحصول"، ومولده بأصبهان سنة ست عشرة وستمئة، وقدم هذه البلاد، وسمع بحلب، وسمع بالقاهرة أيضًا وبدِلِّي، وحدث، وكان إمامًا فاضلًا، له اليد الطولى في الأصول والمنطق والخلاف، ولي قضاء قوص مدة، ثم درس الحسيني بالقاهرة، ثم بقبة الإمام الشَّافعي، وصنف شرحًا على "المحصول"، وله مصنف آخر سماه "القواعد في الأصلين"، لم يكن في زمانه مثله في علم الأصول، دخل حلب، وناظر فقهاءها، وأقروا له. مات في العشرين من رجب سنة ثمان وثمانين وستمئة، ودفن بالقَرَافة.
وأما أبو حيان فهو من أئمة الشَّافعية أيضًا، وهو إمام النحاة المجمع عليه، الذي رحل إليه من أقطار الأرض، وكان له معرفة بالقرآن والحديث، وله التصانيف التي سارت بها الركبان انتفعوا به أهل عصره، واتفقوا على تقديمه وإمامته، ولد في آخريات شوال سنة أربع وخمسين وستمئة ومات ثامن وعشرين صفر سنة خمس وأربعين وسبعمئة بمنزله بظاهر القَرَافة.
وولد الشَّيخ أكمل الدِّين سنة بضع عشرة وسبعمئة، ومات سنة ست وثمانين وسبعمئة.
وأخذ الفقه عن الشَّيخ الإمام قوام الدِّين الكاكي، وقرأ عليه "الهداية كما قال في أول شرح "الهداية": وسميته بـ "العناية" لحصوله بعون الله والعناية، ثم