للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بالعلم، وحصل مباني العلوم في بلاده، ثم رحل إلى حلب، وأخذ عن علمائها.

ثم قدم القاهرة بعد سنة أربعين، فأخذ عن شمس الأئمَّة الأصفهاني وأبي حيان، وسمع من ابن (١) عبد الهادي واجتمع بشيخون، ففوَّض شيخون إليه أمور خانقاه شيخونيته، وقرره شيخًا بها، فباشر أحسن مباشرة.

وكان قويَّ النَّفس عظيم الهمَّة، مهابًا عفيفًا في المباشرة، عمَّر أوقافها، وزاد معالمها، وعرض عليه القضاء مرارًا فامتنع وكان حسن المعرفة بالفقه والعربية والأصول.

صنف "شرح مشارق الأنوار"، وشرح "البَزْدَوي" و "الهداية"، وعمل تفسيرًا حسنًا، وشرح" مختصر ابن الحاجب"، وشرح "المنار"، و"التلخيص"، و"الفقه الأكبر" وغير ذلك.

وما علمته حدَّث بشيء من مسموعاته، وكانت رسالته لا تردُّ مع حسن النشر والقيام مع من يقصده، والإنصاف والتواضع والتلطف في المعاشرة (٢)، والتنزه عن الدخول في المناصب الكبار، بل كان أصحاب المناصب على بابه قائمين بأوامره، ومسرعين إلى قضاء مآربه، وكان برقوق يبالغ في تعظيمه حتى أراد إذا اجتاز به لا يزال راكبًا على باب الخانقاه حتى (٣) يخرج فيركب معه ليتحدث معه في الطريق.

ولم يزل في ذلك إلى أن مات، وحضر السُّلطان وممن (٤) دونه إلى جنازته،


(١) ساقطة من: ع.
(٢) أ: والإنصاف والتواضع.
(٣) ض، ع: إلى أن.
(٤) ض: فمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>