وقد أخبر الناس بأيام قبل ذلك من قتله، وحمل إلى بلدة مُلْتان وهو ابن تسع وأربعين سنة، إلى هنا من "الفتاوى الصوفية".
ورأيت في "الفتاوى الصوفية" أيضًا في الفصل الأول من الباب العاشر، ذكر في "جامع المضمرات" عن الطَّحَاوِي: أنّه اختلف الأخبار في التحميد؛ في بعضها قال: ربنا لك الحمد، وفي بعضها: ولك الحمد، وفي بعضها: اللهم ربنا لك الحمد، وفي "الجامع الصَّغير الخاني": قال يعقوب: سألت أبا حنيفة ﵀ عن الرجل يرفع رأسه من الركوع في الفريضة أيقول: اللهم اغفر لي، قال: يقول: اللهم ربنا لك الحمد، ثم سكت.
وذكر في "الهداية" و "المصفَّى": أنّ التحميد وظيفة المقتدي في قولهم، والمنفرد يجمع بينهما في الأصح، وفي "جامع المضمرات في شرح الطَّحَاوِي": الأصح أنّ المنفرد يأتي بالتحميد، وروى الحسن عن أبي حنيفة: المنفرد يجمع بين التحميد والتسميع كما هو مذهبهما، وعليه الفتوى.
قال الجامع ﵀: وفي مسألة تحميد المقتدي حكاية، وذلك أنّه وقعت هذه المسألة في زماننا في حضرة دار الملك دهلي حرسها الله، واجتمع العلماء والفقهاء من الأساتذة وأهل التأليف وأهل الإفتاء وأهل التصنيف بأمر من له الأمر، فصار محضرًا عظيمًا ومجمعًا كريمًا وأنا بينهم في التعليم، وقد اصطنع لهم من له المقصود بجمعهم والمطلوب من حضرتهم وتكلف طعامًا جميلًا وتكلفًا كثيرًا، وعقده من التنكات لكل واحد منهم ليحصل ما هو المقصود منهم، وهو أن يختاروا في التحميد واستحسنوا قول:(اللهم ربنا لك الحمد) في حالة القومة في صلاة الفريضة، كما هو المذكور في "الكافي"، وألقى رقعة الفتيا بين أيديهم.