للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

اللَّعن، وإنما اختلفوا في يزيد بن مُعاوية، حتى ذكر في "الخلاصة" وغيرها أنَّه لا ينبغي اللَّعن عليه ولا على الحجَّاج؛ لأنَّ النبيَّ نهى عن لعن المصلِّين ومن كان من أهل القِبْلة، وما نقل من لعن النبيِّ لبعض من أهل القِبْلة، فلما أنَّه يعلم من أحوال الناس ما لا يعلم غيره.

وبعضهم أطلق اللَّعن عليه لما أنَّه أمر بقتل الحُسَين، واتَّفقوا على جواز اللَّعن على من قتله أو أمرَ به، أو أجازه، أو رضي به، والحقُّ أنَّ يزيد رضيَ بقتل الحُسَين، واستبشاره بذلك وإهانته أهل بيت النبيّ مما تواتر معناه، وإن كان تفاصيله آحاد، فنحن لا نتوقَّف في شأنه بل في إيمانه، لعنة الله عليه وعلى أنصاره. إلى هنا كلام التَّفْتَازَانِي.

قال في "شرح المقاصد": وأما ما جرى من الظُّلم على أهل بيت النبيِّ ، فمن الظهور بحيث لا مجال للإخفاء فيه، ومن الشَّناعة بحيث لا اشتباه على الإدِّراء، إذ (١) يكاد يشهد به الجماد والعجماء، ويبكي له من في الأرض ومن في السماء، وتهدم منه الجبال وتنشقُّ الصخور، ويبقى سوء عمله على كرِّ الشهور ومرِّ الدُّهور، فلعنة الله على من باشر أو رضي أو سعى: ﴿وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى﴾ [سورة طه: ١٢٧] (٢).

ذكر الدَّمِيْرِي في ذكر الإوز في "حياة الحيوان": قال (٣) دخل شِمْر بن ذي الجَوْشَن مع رفقائه على يزيد بن معاوية بدمشق ومعهم رأس الحسين ، فرمى به بين يدَي يزيد، ثم تكلَّم شمر بن ذي الجَوْشَن، فقال: يا أمير المؤمنين! ورد علينا هذا -يعني الحسين- في ثمانية عشر رجلًا من أهل بيته، وستين رجلًا من


(١) أ: أو.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>