للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تجري على اللِّسان بعلامة الباء، نقلًا من "فتاوى أبي بكر ابن الفضل": وينبغي أن لا يُلعن على يزيد بن معاوية ولا يُطعن فيه؛ لأنَّ النبيَّ نهى عن لعن المسلمين، ومن كان من أهل القِبْلة لا يحلُّ لأحد أن يلعنه إلَّا رسول الله؛ لأنّه يعلم من أحوال الناس بإعلام الله تعالى ما لم يعلم بذلك (١) غيره، ولأنَّ أحدًا وإن كان فاضلًا فقاتله لا يكفر بقتله، ولأن يعوَّد لسانه بالخير كان أفضل من أن (يعوَّد باللَّعن) (٢) انتهى.

[وقال الشَّيخ الإمام بقيَّة المجتهدين، طاهر بن أحمد بن عبد الرَّشيد البُخاري في "الخلاصة" قبيل كتاب الهبة: اللَّعن على يزيد بن معاوية لا ينبغي أن يفعل، وكذا على حجَّاج. وقال عن الشَّيخ الزَّاهد قوام الدِّين الصَّفَّاري، أنّه كان يحكي عن أبيه أنَّه يجوِّز ذلك ويقول: لا تلعنوا على معاوية، ولا بأس باللَّعن على يزيد.

وذكر أفضل المتأخرين حافظ الدِّين ابن البَزَّازي محمَّد الكَرْدَري في "وجيز الفتاوى": اللَّعن على يزيد يجوز، ولكن ينبغي أن لا يفعل، وكذا على الحَجَّاج. ويحكى عن الإمام قوام الدِّين الصَّفَّاري أنّه قال: لا بأس باللَّعن على يزيد، ولا يجوز على معاوية؛ لأنَّه خال المؤمنين، وكاتب الوحي، وذو السَّابقة والفتوح الكثيرة، وعامل الفاروق وذي النُّورين، لكنَّه أخطأ في اجتهاده، فيتجاوز الله عنه ببركة صحبته لنبينا محمَّد ، ونكفُّ اللِّسان عنه تعظيمًا لمتبوعه وصاحبه] (٣).

وسئل الجَوْزي عن يزيد وأبيه فقال: قال النبيُّ : "من دخل دار أبي سُفيان فهو آمن" (٤)، وعلمنا أنَّ أباه دخل داره فصار آمنًا، والابن لم يدخلها فلم يصر صاحب


(١) ع: به.
(٢) ع: (يعوده بالشر واللعن).
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) رواه مسلم (١٧٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>