للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقد ملأ الرباط من الأعلى والأسفل (١)، وفي الطرق والسطح (٢)، والحصن والجسر، وما وراء الخندق، وكبر المكبرون بأعلى الأصوات، ومن أكبر خلفائه أخوه الشَّيخ العالم عماد الحق والدين أبو نصر إسماعيل بن محمَّد بن بهاء الدِّين زكريا، وأظهر الشَّيخ خلافته إليه في حضرة دهلي في عهد القطبية، ومسلم (٣) السجادة وأمور الخلافة إليه في ملأ من الناس وأنا فيهم.

استهل السُّلطان عليه حين أراد الحج، فاستشفع عماد الدِّين السُّلطان بدفع عزيمة الشيخ، فشفع السُّلطان، فدفع ائتمار الأمر أولي الأمر مع أنّ في فريضة الحج من بلاد الهند، تكلَّم العلماء فيه كما سيأتي في بابه إن شاء الله تعالى، وهو كان أعلم العلماء بأصناف العلوم ووفور الفنون من علم الآخرة وعلم الظاهر، وله كرامات ظاهرات ورياضات بينات.

وكان معدن الصدق والصفاء والتواضع، وكان يصاحب الشيخ، ولا يفارقه في الحضر والسفر، والشَّيخ يعظمه ويكرمه ويحبه كثيرًا، ورأينا من حضرته العجائب والغرائب، وكان هو جاسوس السرائر والضمائر، واستشهد بين يدي الشَّيخ في سفر الأهواز يوم الإثنين، وقت الضحى، في العاشر من جمادى الأولى سنة تسع وعشرين وسبعمئة.

* * *


(١) ع: إلى أسفل.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) أ: تسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>