لم أجدْ ملجأً سوى مدح مولًى … هو بيت القَصيد والمقصودُ
الإمام الأجَلُّ والسيِّد الصَّدر … رضيُّ الهدى الحليم الرَّشيد
لهج بالعلى معزي بإدراك … مدًا فيه ما عليه مزيد
خصَّه الله بالفضائل طرًّا … فهو في عصره فريد وحيد
طار في الأفق صيتُه وثناه … فمضاهيه في الأنام فقيد
بمعاليه فاقَ كلَّ البرايا … وبأخلاقه القلوب تصيد
أنعم الله رماله وكساه … ثوب عزِّ طرازه التأبيد
وبالجملة: رضي الدِّين سيِّد كلِّ الخطباء، فأجابه بهذه الأبيات ووشح أيضًا اسمه ولقبه، في أوائلها (١):
أنت في زمرة المِلاحِ وحيدُ … ليس لي عنكَ يا حبيبُ مَحيدُ
لامني في هَواكَ كلُّ غبيٍّ … ظلَّ يقتادني إلى ما يريدُ
إلى آخر الأبيات، ويحصل من تمام الأبيات:
السيِّد الأوحد أبي الثَّناء البغدادي
وقال في أول كتاب خطبته: يقول الرَّاجي عفو مولاه، المعوِّل على كرمه في أخراه، وأولاه أبو المظفَّر محمَّد بن إبراهيم البرهاني، الموسوم بالرَّضي، ختم الله بالخير عقباه، وجعل خير أيامه يوم يلقاه، وابتداؤه برسالة كتبها على لسان الأمير الكبير ناصر الدِّين كوج تيمور بن جنتمور إلى سلطان مصر الملك السَّعيد بن السُّلطان الماضي الملك الظاهر.