للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال أبو شامة: وكان غرضهم أن لا يُكتب إلا من عين ما كُتب بين يدي النبيِّ ، لا من مجرد الحفظ، ولذلك قال في آخر سورة التوبة: لم أجدْها مع غيره، أي: لم أجدها مكتوبة مع غيره؛ لأنّه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة.

قال السيوطيُّ: قلْتُ: أو المراد أنهما يشهدان على أنَّ ذلك مما عُرِض على النبيِّ عام وفاته. وروي عن ابن سيرين قال: كان جبريل يعارض النبيّ كل سنة في شهر رمضان، فلما كان العام الذي قُبض فيه عارضه مرَّتين (١)، فيرون أن تكون (٢) قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة.

وقال البَغَوِيُّ في "شرح السُّنَّة": يقال: إنَّ زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بُيِّنَ فيها ما نسخ وما بقي، وكتبها لرسول الله ، وقرأها عليه، وكان يُقرئ النَّاس بها حتى مات، وكذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه، وولّاه عُثمان كتب المصاحف.

والجمع الثالث: هو ترتيب السُّور في زمن عُثمان .

روى البُخاري عن أنسٍ: أن حُذيفة بن اليمان قدم على عُثمان، وكان يغازي (٣) أهل الشام في فتح إِرْمِينية (٤) وأَذْرَبِيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفةَ اختلافُهم في القراءة، فقال لعثمان: أدْرِكْ الأمّةَ قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل إلى حَفْصة: أن أرسلي إلينا بالصُّحف ننسخها (٥) في المصاحف ثم نردَّها إليك،


(١) رواه سعيد بن منصور في "سننه" (١/ ٢٣٧).
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) في أ، ض، ع: مغازي.
(٤) أ: أرنية. في صحيح البُخاري: إرمينية.
(٥) أ: لننسخها.

<<  <  ج: ص:  >  >>