ومنها ما يتعلق بعلم التَّعبير والرُّؤيا، كما في قصة يوسُف ﵇؛ في البقرات السِّمان، وفي منامي صاحبَي السِّجن، وفي رؤياه الشمس والقمر والنُّجوم ساجدة.
ومنها ما يتعلَّق بإصلاح القوم في مخاطباتهم، وعرف عاداتهم، كما في قوله: ﴿وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: ١٩٩].
ومنها ما يتعلَّق بعلم الفرائض، كآية المواريث، استنبطوا منها من ذكر النِّصف والثُلث والربع والسُّدس والثُّمن حساب الفرائض، ومسائل العول، وأحكام الوصايا.
ومنها ما يتعلَّق بعلم المواقيت، كالآيات الدَّالة على الحِكَم الباهرة في اللَّيل والنهار والشمس والقمر والنجوم والبروج وغير ذلك.
ومنها ما يتعلَّق بالمعاني والبيان والبديع، مما في هذا التَّنزيل الجليل من جَزَالة اللَّفظ، وبديع النَّظْم، وحسن السِّياق (١)، والمبادئ والمقاطع والمَخَالص، والتَّلوين في الخطاب، والإطناب والإيجاز، وغير ذلك.
ومنها ما يتعلَّق بالإشارات والتَّأويلات، كما لاحَ لأصحابِ الحقيقة من ألفاظ القرآن معانٍ ودقائقَ، فجعلوا لها أعلامًا اصطلحوا عليها، مثل الفناء والبقاء والحضور والخوف والهيبة والأُنْس والوَحْشَة والقَبْض والبَسْط والحال والاستغراق والشُّهود والجمع وغير ذلك.
وهذه الفنون هي التي أخذتها الملَّة الإسلاميَّة قد أشار إليها في أثناء تفسيره ابن النَّقيب.