للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وستمئة، ثم اشتغل في العلوم كلها حتى بلغ (١) رتبة الفضل والكمال.

وكان إمامًا فاضلًا أصوليًّا فروعيًّا مفسرًا محدِّثًا أديبًا حكيمًا لغويًّا نحويًّا متكلِّمًا منطقيًا جدليًّا خلافيًّا نظارًا، فارسًا في البحث، مصيب الفكر، مفرط الذكاء، إذا حضر في محل كان هو المشار إليه والمعوَّل في المشكلات عليه، تفقَّه عليه جماعة.

ذكر الذَّهبي في "طبقات القراء": العلامة المفتي رشيد الدِّين إسماعيل بن عُثمان بن المعلم الحنفي كان من كبار أئمة العصر، قرأ بالروايات على السَّخاوي، ولو أراد لما عجز عن إقرائها، كان إمامًا في العربية، لكن كان ضيق الخلق، فلم يقدر أحد على الأخذ واعتل بأنه تارك، سمع عن ابن الزبيدي بـ "الثلاثيات".

تحول إلى القاهرة سنة سبعمئة (٢) منجفلًا (٣) من التاتار، فبقي بها إلى أن مات في رجب سنة أربع وسبعمئة، وهو آخر من قرأ القراءات على السخاوي، عاش إحدى وتسعين سنة، وتغيَّر عقله وذهل قبل موته بنحو سنتين، ، انتهى.

[قال عبد القادر صاحب الجواهر المضية [تفقه عليه جماعة منهم] (٤) منهم شيخنا ولده العلامة تقي الدِّين يوسف بن إسماعيل، وشيخنا قاضي القضاة شمس الدِّين بن الحريري، والأمير علاء الدِّين الفارسي.

وسمعت عليه "ثلاثيات البُخاري" بسماعه من ابن الزبيدي، سنة ثلاثة عشر وسبعمئة بسطح الجامع الأزهر عند الباب، على باب داره الملاصق لباب السطح، وسمعته غير مرة يقول: سمعت "البُخاري" جميعه على ابن الزبيدي.


(١) ساقطة من: أ.
(٢) زائدة في ض: (تحول إلى القاهرة) ثانية، ساقطة من: ع.
(٣) ض، ع: منحفلا.
(٤) زيادة من "الجواهر المضية" (١/ ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>