قلت: وله سند عالٍ، حيث سمع من الشَّيخ الإمام العلامة جمال الدِّين المحبوبي، مات هو سنة ثلاثين وستمئة، وكان حافظ الدِّين الكبير يوم مات جمال الدِّين ابن خمس عشرة سنة، وكان قد حصَّل عنه مباني العلوم، وقرأ عليه "الجامع الصغير".
وسمع منه وأخذ عنه عن عماد الدِّين عُمَر بن بكر بن محمَّد الزَّرَنْجري، عن أبيه شمس الأئمة بكر بن محمَّد الزَّرَنْجري، عن شمس الأئمَّة الحَلْوَاني، عن أبي علي النَّسَفِي، عن أبي بكر محمَّد بن الفضل، عن عبد الله السُّبَذْمُونِي، عن أبي عبد الله أبي حفص الصَّغير، عن أبيه أبي حفص الكبير، عن محمَّد، عن أبي حنيفة رحمهم الله تعالى.
وقرأ ﵀"كتاب الهداية" على شمس الأئمَّة محمَّد بن عبد الستار الكَرْدَري تلميذ صاحب "الهداية".
قال الشَّيخ أكمل الدِّين في أول "عناية الهداية": إني أروي "كتاب الهداية" عن شيخي العلامة إمام الهدى معدن التقى قوام الحق والدِّين السَّكَّاكي قدس الله روحه، وهو يرويه عن شيخيه العلَّامتين الإمامين الهمامين المجتهدين، مولانا علاء الدِّين عبد العزيز صاحب "الكشف"، ومولانا حسين السِّغْنَاقِي صاحب "النهاية"، برّد الله مضجعهما، ونوّر بفضله وكرمه مهجعهما، وهما يرويانه عن (١) الشَّيخ الكبير السالك الناسك الورع النقي التقي أستاذ العلماء حافظ الدِّين الكبير، وعن قطب المحققين وأسوة المدققين مولانا فخر الدِّين المَايْمَرْغي، وهما يرويانه عن أستاذ أئمة الدنيا مظهر كلمة الله العليا شمس الأئمة محمَّد بن عبد الستار الكَرْدَري وهو يرويه عن شيخه شيخ شيوخ الإسلام صاحب "الهداية".