للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وجَوْدة الاستماع والإصغاء، غوَّاص في بحار العلوم، سبَّاح في المعقول والمفهوم، نشأ في عبادة الله مرضي السيرة والطريقة، واشتغل (بالعلوم، فجمع) (١) بين علمي الشَّريعة والحقيقة، انتشر اسمه في الأرض، ذات الطول والعرض، وكانت ترد الفتاوى من أقطار الأرض عليه، وترحل الطلبة من المشرق والمغرب إليه، والمشكلات تحمل من البر والبحر إلى بين يديه، وكان أستاذ العلماء المحققين، وإسناد الفقهاء المدققين.

أخذ العلوم عنه جماعة من الفضلاء الفحول، وقرؤوا عليه الفروع والأصول، منهم الإمام العلامة حسام الدِّين حسين السِّغْنَاقِي، وبرهان الحق والدِّين أحمد بن أسعد الخريفعني، وعلاء الدِّين عبد العزيز بن أحمد البُخاري صاحب "كشف البَزْدَوي"، (وأبو المحامد محمود بن محمَّد البُخاري الأَفْشَنْجي) (٢)، وأبو العلاء شمس الدِّين محمود الكُلَابَاذِي البُخاري.

وفي "الجواهر المضية": تفقه على شمس الأئمَّة محمَّد بن عبد السَّتار الكَرْدَري، وقرأ عليه الآدب وسائر العلوم، وسمع منه ومن أبي الفضل عبيد الله بن إبراهيم المحبوبي، سمع منه أبو العلاء البُخاري، وذكره في "معجم شيوخه"، وقال: توفي ببخارى في النصف الثاني من شعبان، سنة ثلاث وتسعين وستمئة، ودفن بكلاباذ عند والده، جوار المرحوم الإمام أبي بكر بن طرخان.

وكان إمامًا عالمًا ربانيًا صمدانيًّا زاهدًا عابدًا مفتيًا مدرِّسًا نِحريرًا قاضيًا محققًا مدققًا محدِّثًا جامعًا لأنواع العلوم ونفعنا به إلى هنا من "الجواهر المضية".


(١) ساقطة من: أ.
(٢) ساقطة من: ض.

<<  <  ج: ص:  >  >>