ورأيت في ديوان رضي الدِّين محمَّد بن إبراهيم البرهاني قصيدة كان يقول في صدر الصَّدر: قدوة الجمهور، برهان الدِّين البُخاري، المعروف بصدر جهان، حين قدم خُوَارِزْم مؤممًا لحضرة التركخانيَّة، منها هذه الأبيات:
سيسفر السفرُ الميمونُ طالعه … عن سؤدد أبدًا لأيام مؤتنف
وله فيه حين قفل عن الحضرة ودخل خُوَارزم:
قدومُكَ للإقبال والعزِّ مقدَم … ومجدُك أعلى كل مجدٍ وأقدم
أماني الصُّدور الأقدمين وتاجهم … إلى نيل غايات العُلى المتقدم
متى كنْتَ في صدر الرئاسةِ جالسًا … فإنَّك شمسٌ والأفاضل أنجمُ
إلى آخر القصيدة.
حكي أنَّه قدم بغداد حاجًّا في سنة ثلاث وخمسين وستمئة، وكان معه جماعة من فقهاء بلده، فتلقاه موكب عظيم من الديوان والحجَّاب والوزراء والأمراء والأعيان، وأنزلوه في دار على نهر عيسى، وحُملت إليه الضيافات، وحجَّ وعاد، وخلع عليه وعلى ولده، وتوجه إلى بلده في سنة أربع وخمسين (١) وستمئة.