فوصل أصحاب الشَّيخ عبد القادر فيما بين الطريق فرجع أصحاب الشَّيخ عبد القادر الطفسونجي، فلما أخبروه بما قال:"صدق الشَّيخ عبد القادر" كذا في "النفحات" المولى عبد الرَّحمن الجامي.
وفي "النفحات" أيضًا في ذكر الشَّيخ حماد الدباس، وكان شيخنا كبيرًا من مشايخ عبد القادر كان الشَّيخ عبد القادر يجلس يومًا في رباطه للعامة، وكان قد جمع في هذا المجلس قريبًا من خمسين نفرًا من أولياء الله، وفيهم الشَّيخ علي الهيتي والشَّيخ بقابطو والشَّيخ أبو سعيد القيلوي والشَّيخ أبو النجيب السُّهْرُوَرْدِي والشَّيخ جاكير والشَّيخ قضيب البان الموصلي والشَّيخ أبو السعود وغيرهم من المشايخ الكبار والمريدين المسترشدين.
وكان يتكلم من المقامات العالية فقال في أثناء الكلام: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تعالى، فتسارع الشَّيخ علي الهيتي إلى المنبر وأخذ قدم الشَّيخ عبد القادر ووضعه على رقبته، وباقي المشايخ قد وضعوا أرقابهم (١) على الأرض وسلموا له.
قيل: إنّ الشَّيخ أبا مدين المغربي وضع يومًا رقبته على الأرض في دار المغرب وقال: اللهم إنى أشهدك وأشهد ملائكتك أني سمعت وأطعت، فسأله أصحابه عن هذا فقال: إنّ الشَّيخ عبد القادر قال الآن ببغداد: قدمي هذه على رقبة كل ولي لله تعالى.
حكي أنهم أرخوه، فبعد زمان جاء من بغداد قافلة فأخبروا صدور هذا الكلام منه في التاريخ المزبور.