للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فائدة: يقال لمشقوق الشِّفة السفلى أفلح، ولمشقوق الشِّفة العليا أعلم، ومنه الأعلم البُحْتري النَّحوي؛ الفاء للفاء، والعين للعين، وقد استعار هذا المعنى ونظمه الزَّمَخْشَري جناسًا مستوفى، فقال كاللغز في ذلك:

وأخرني دهري وقدم معشرًا … لأنهمو لا يعلمون وأعلم

لئن أفلح الجهال يومًا فإنني … أنا الميم والأيام أفلح وأعلم (١)

والمعنى أنّ الأيام كالأفلح والأعلم، وأنا كالميم، والأفلح الأعلم هو مشقوق الشفتين، لا يمكنه الإتيان بالميم ولا النطق بها، فهو يهجرني كما يهجر، (أصل الميم) (٢) في كلامه لعدم قدرته على النطق بها، فكذلك الدهر، لا يمكنه الإتيان بي، ولا يستطيع تقديمي ولا التنويه بذكري، فهو يهجرني ما استطاع، ذكره محمَّد النَّواجي.

ذكره الأَتْقاني في "شرح الهداية" في فصل صلاة الجمعة: قد روي، عن أبي يوسف في الإملاء: كل موضع فيه أمير وقاض ينفذ (٣) الأحكام ويقيم الحدود فهو مِصْر، تجب على أهله الجمعة، وهكذا روى الحسن عن أبي حنيفة (٤) في كتاب صلاته، ذكره خَواهَرْ زَادَه في "مبسوطه"، وقال فيه (٥) نقلًا عن سفيان الثوري: المصر الجامع: ما يعده النَّاس مصرًا عند ذكر الأمصار المطلقة، كبخارى وسمرقند.


(١) أ، ع: أعلم.
(٢) ض، ع: والأصل الراء.
(٣) ض: ينفد.
(٤) ساقطة من: ض، أ.
(٥) زائدة في ع: أيضًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>