للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ومن جُملة ما كان استعملَه واستخلَفه سعدُ بن عبادة ، استخلفه في غزوة أبواء على المدينة، (ومحمَّد بن مسلَمة استخلفه النَّبي في غزوة الكُدْر (١) على المدينة) (٢)، وعتَّاب بن أُسَيد استعمله حين خرج رسول الله إلى حُنَين على مكَّة، ولم يزل عليها حتى قُبض النَّبيُّ ، ثم أبقاه أبو بكر ولم يزل إلى أن مات، ومات هو وأبو بكر رضي الله تعالى عنهما في وقت واحد.

ومن جملَة ما ولَّاه النبي علي بن أبي طالِب كرَّم الله تعالى وجهه ورضي عنه، وجَّه به قضاءَ اليمن في حياته، وقال فيه: "أقضاكم عليّ" (٣)،


(١) أ: الكندر.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) قال العجلوني في "كشف الخفاء" (١: ١٦٢): ورواه البغوي في شرح السنة والمصابيح عن أنس، ورواه البُخاري وابن الإمام أحمد عن ابن عباس بلفظ قال، قال عمر بن الخطاب: "عليّ أقضانا وأبيّ أقرؤنا"، والحاكم وصححَّه عن ابن مسعود بلفظ: "كنا نتحدث أنّ أقضى أهل المدينة عليّ"، ورواه الملَّا في سيرته عن ابن عباس في حديث مرفوع أوله: "أرحم أمَّتي بأمَّتي أبو بكر"؛ ورواه عبد الرَّزاق عن قتادة رفعه مرسلًا بلفظ: "أرحم أمَّتي بأمَّتي أبو بكر، وأشدّهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم عليّ". . . الحديث، وهو موصول في فوائد ابن أبي نجيح عن أبي سعيد الخدري، وروى البغوي في المرفوع عن أنس أيضًا "أقضى أمتي عليّ" وعزاه الطبري في الرياض النضرة للحاكم بسند واهٍ عن معاذ بن جبل مرفوعًا في حديث أوله "يا عليّ، تخصم الناس بسبع"، وذكر منها "وأبصرهم بالقضيَّة"، لكن أوردها ابن الجوزي في الموضوعات، ونحوه عند أبي نعيم عن أبي سعيد "يا عليّ لك سبع خصال لا يحاجّك فيها أحد"، وأثبت منها كلها ما رواه الحاكم وابن ماجه والترمذي والبزار من طرق عن عليّ أحسنها رواية البزار عنه بسند واهٍ أنّه لما بعثه إلى اليمن قاضيًا قال: يا رسول الله بعثتني أقضي بينهم وأنا شاب لا أدري ما القضاء، فضرب رسول الله في صدره وقال: "اللهم اهده وثبِّت لسانَه"، قال: فوالَّذي فلق الحبَّة ما شككْتُ في قضاءٍ بين اثنين، وقد رواه ابن حبان عن ابن عباس عنه، وهذه الطُّرق يقوِّي =

<<  <  ج: ص:  >  >>