للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بريء من الشفاعة إن أفعل كذا، قال الشَّيخ الإمام عبد الكريم (١) بن محمَّد: يكون يمينًا؛ لأنه حق، فصار كأنه قال: والحق، وقال غيره: لا يكون يمينًا؛ لأنَّ منكرها مبتدع لا كافر، (والأصح هو الأول) (٢)، وذكر البَقَّالي في "فتاواه" لو قال: أنا بريء من الشفاعة يكون يمينًا.

وفي "العمادية" في الفصل الثامن والثلاثين قال: وفي "الجامع الأصغر": إذا اشتد مرض إنسان ودام، فقال المريض: إن شئت توفني مسلمًا وإن شئت توفني كافرًا بالله مرتدًا عن دينه، وكذا من ابتلى بمصيبات متنوعة، فقال: أخذت مالي، وأخذت ولدي، وأخذت كذا، فماذا تفعل، وماذا بقي لم تفعله، وما أشبه هذا من الألفاظ فقد كفر.

هكذا حكي، عن عبد الكريم بن محمد، فقال: أرأيت لو أنّ المريض قال هذه الألفاظ من غير قصد، (لكن جرت على لسانه من غير قصد) (٣) لشدَّة المرض، قال: الحرف الواحد ونحوه قد يجري على اللسان من غير قصد، أشار إلى أنّه يحكم عليه بالكفر ولا يصدَّق، وإذا غضب رجل على أمته أو عبده أو على ولده فجعل يضربه ضربًا شديدًا، فقال له إنسان: أنت لست بمسلم، فقال: لا، أفتى عبد الكريم بن محمَّد أنّه إن قال ذلك عمدًا كفر، وإن جرى على لسانه غلطًا لم يكفر.

* * *


(١) زائدة في أ: محمد.
(٢) ع: والأول أصح.
(٣) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>