للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ورأيت في "كتاب حياة الحيوان" في ذكر الذباب حكاية، نقلها الدَّمِيْرِي عن "تاريخ ابن خَلِّكان"، في ترجمة الإمام يوسف بن أيوب بن زهرة الهَمَذاني الزاهد: أنه جلس يومًا للوعظ، فاجتمع إليه العامة، فقام من بينهم فقيه يعرف بابن السَّقاء، وآذاه، وسأله عن مسألة، فقال له الإمام: اجلس، فإني أجد في كلامك رائحة الكفر، ولعلك أن تموت على غير ملَّة الإسلام، فقدم رسول ملك الروم إلى الخليفة، فخرج ابن السَّقاء مع الرسول إلى القسطنطينية، روي (١) أنه رآه البعض بالقسطنطينية (٢) ملقى على مزبلة مريضًا، قال: فسألته هل القرآن باقٍ على حفظك، وكان في الأول حافظًا للقرآن، فقال ما أذكر منه إلا آية واحدة ﴿رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ﴾ [سورة الحجر: ٢]، والباقي نسيته، انتهى (٣).

كذا حكاها (٤) المولى الرَّباني عبد الرَّحمن الجامي في "النفحات".

فعليك يا أخي، بالاعتقاد، وترك الانتقاد على المشايخ العارفين والعلماء العاملين والمؤمنين الصالحين، فإنّ حرابهم مسمومة، قلَّ من تعرض وسلم، فسلم تسلم، (ولا تنتقد) (٥) تندم، واقتد بالعلماء العاملين والمشايخ العارفين في كل وقت، ﴿رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ﴾ [النور: ٣٧]، نعوذ بالله من سوء (٦) المنقلب، ونسأله حسن الخاتمة.


(١) ع: وروي.
(٢) أ، ع: (في القسطنطينية).
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) أ: حكاه.
(٥) ض، ع: وتنتقد.
(٦) ساقطة من: ض، ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>