للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كان إمامًا فاضلًا متبحرًا.

تفقَّه في بلاده على علماء بلاده، ثم رحل إلى سمرقند، وناظر الأئمَّة والعلماء، ودرس الطالبين (١) والفقهاء، فأعجب الفضلاء حسن كلامه وفصاحة لسانه ونكاته الشريفة وإشاراته اللطيفة، وشاهدوا كمال فضله وتمام عقله، وأحبوه، وأجلسوه للفتوى، وأحلوه المحل الأعلى، وصار الرجوع إليه في الوقائع بعد (٢) السيِّد الإمام أبي شجاع، فانتظمت له الأمور الدينية، وظهرت له الآثار الجميلة.

حكي (٣) أنه وجد بعد وفاته صندوق فيه فتاوى كثيرة له، وكان فقهاء عصره أخطؤوا فيها، فوقعت عنده، فأخفاها في بيته حتى لا يظهر نقصانهم، ولم يتركها في أيدي المستفتين حتى لا يعملوا (٤) بغير الصواب، وكتب سؤالاتهم ثانيًا وأجاب عليها (٥) على الصَّواب.

ذكر الصَّدر الشَّهيد في "واقعاته" في باب الصوم بعلامة النون: الصائم إذا عمل عمل قوم لوط في شهر رمضان وجب عليه القضاء، وهل تجب عليه الكفارة؟ ذكر هنا الفقيه أبو جعفر، وجعل المسألة على الاختلاف في الحدود.

وذكر القاضي المنتسب إلى إِسْبِيْجاب في "شرح الطَّحَاوِي" قال عليه الكفارة في قولهم جميعًا، وهو المختار، لأنَّ الكفَّارة بالزنا إنّما وجبت (٦) لأنه قضاء الشهوة


(١) ع: للطالبين.
(٢) أ: بهذا.
(٣) ع: وحكي.
(٤) أ: يعملوا.
(٥) ساقطة من ض، ع.
(٦) أ: وجب.

<<  <  ج: ص:  >  >>