للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قدم بغداد في شهر رمضان، وأقام بمسجد الشُّوْنِيزيَّة، وأمّ فيها باستدعاء الفقراء، وصلى بهم التراويح، وختم خمس مرات في ثلاثين ليلة، وكان يعطيه الخادم (١) كل ليلة قرصًا من الأقراص التي عينها الشَّيخ للفقراء، فلما كان يوم العيد رحل أبو نصر، فوجد الخادم مكانه ما أعطاه من الأقراص بتمامه.

وأما الشَّيخ أبو الفضل السَّرَخْسي مريد أبي النصر السراج وشيخ أبي سعيد بن (٢) أبي الخير.

حكي أنه لما احتضر قالوا له: أيها الشيخ عيِّن لنا (موضعًا ندفنك فيه) (٣)، فلم يجب بالتعيين، فقالوا له: الموضع الفلاني موضع مبارك، فلما سمع قال: الله، الله، ما هو مناسب شأني، وإياكم أن تدفنوني فيه، قالوا: لِمَ؟ قال: لأنَّ في ذلك الموضع مشايخ عظامًا وفقهاء كبارًا وزهادًا وعبادًا وأئمة المسلمين وأجلة المؤمنين، وموضعي الموضع الفلاني الذي فيه المقامرون والمجرمون والمذنبون والفاسقون والسارقون وقطاع الطريق، فادفنوني فيه، فإنهم أقرب برحمة الله تعالى وأشد احتياجًا منهم.

وعن أبي سعيد ابن (٤) أبي الخير أنه قال: سمعت الشَّيخ أبا الفضل محمَّد بن الحسن وهو شيخ وقته بسَرَخس يقول: الماضي لا يذكر، والمستقبل لا ينتظر، وما الوقت يعتبر، وهذا صفة العبودية.

ثم قال: حقيقة العبودية شيئان (٥): الافتقار إلى الله تعالى، وهذا من أصل


(١) زائدة في ع: في.
(٢) ساقطة من: ض، أ، ع. ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٣) ض، ع: (موضع دفنك).
(٤) ساقطة من: ض، أ، ع. ولعل الصواب ما أثبتناه.
(٥) أ: سببان.

<<  <  ج: ص:  >  >>