للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وكان فائق أقرانه، ووحيد زمانه، حتى برع في المذهب، ورحل إليه فقهاء البلاد في الواقعات والنَّوازل، حتى روي عن الشَّيخ الإمام أبي حفص البجلي - وكان حفيد الشَّيخ أبي حفص الكبير وصدر ما وراء النهر - أنه قال: الدليل على صحة مذهب أبي حنيفة أنَّ أبا أحمد العِياضِي كان على مذهبه، ولو لم يكن ذلك مذهبًا صحيحًا مختارًا لم يعتقده (١) أبو أحمد العِياضِي.

وعن الحكيم أبي القاسم السَّمَرْقندي قال: ما خرج من خراسان وما وراء النهر منذ مئة سنة مثل الفقيه أبي أحمد العِياضِي علمًا وفقهًا ولسانًا وتدوينًا ونزاهة وتقًى (٢)، وكذا أخوه أبو بكر العِياضِي الآتي ذكره قيل له هكذا.

وفي "فتاوى قاضي خان" في باب الأذان، من كتاب الصلاة: المصلي إذا نوى مقام إبراهيم ولم ينوِ الكعبة تكلموا فيه؛ قال الفقيه أبو أحمد العِياضِي: إن لم يكن الرجل أتى (٣) مكة أجزاء؛ لأن عنده المقام والبيت واحد، وإن كان أتى مكة لا تجوز؛ لأنَّه عرف أنَّ المقام غير البيت، ولا تجوز صلاته إلا أن يريد به الجهة، فحينئذ تجوز صلاته.

ولو نوى أنَّ قبلته محراب مسجده لا تجوز صلاته؛ لأن المحراب ليس بقبلة، بل هو علامة.

* * *


(١) أ: يعتقد.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ع: في.

<<  <  ج: ص:  >  >>