للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بلسانهم، وهم تكلَّموا بالعربية، وإسماعيل أوَّل من تكلَّم بالعربية، فزوَّجوه امرأة منهم، فوُلِد لإسماعيلَ اثنا عشر ولدًا (١)، وكان أعظمهم قَيْدار، وثابِت (٢).

والنُّساب يختلفون في نسَب مَعَدِّ بن عَدنان، فبعضهم يقول: هو من ولد قَيدار، وبعضهم يقول: هو من ولد ثابِت (٣)، وكان ثابِت (٤) بِكْر إسماعيل، ووليُّ العهد بعده، شرَّف الله تعالى إسماعيل بالنبوَّة والرَّسالة، وبعثه إلى قوم في جانب اليمن، وكانوا هم الفراعنة فدعاهم إلى الإيمان، وكان بينهم خمسين عامًا فلم يؤمنوا: ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا (٥٤) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا﴾ [مريم: ٥٤، ٥٥].

قالوا: الرَّسول لا يلزم أن يكون صاحب شريعةٍ؛ فإنَّ أولاد إبراهيمَ كانوا على شريعتِه، واستدلَّوا بهذه الآية، وكان إسماعيل يبدأ بأهله في الأمر بالصَّلاح؛ ليجعله قدوةً لمن ورائهم، ولأنهم أولى من سائر النَّاس، ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ﴾ [الشعراء: ٢١٤]، وقيل: أهلُه أمَّتُه؛ فإنَّ الأنبياءَ آباء الأمم.

ثم لَمَّا (٥) كثر ولد إسماعيل ضاقَتْ عليهم مكَّة، فانتشروا في البلاد، فكانوا لا يدخلون بلدًا إلا أظهرهم الله على أهله.

وعاش إسماعيل مئة وسبعًا وثلاثين سنة، سكن بمكَّة، ودفن في الحِجْر، وفيه


(١) ساقطة من: ض، أ.
(٢) أ: ثبت في أغلب كتب السِّيرة والطبقات: "نابت".
(٣) أ: ثبت.
(٤) أ: ثبت.
(٥) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>